إذا استمرت الآلام أو حدوث الضزز بالرّغم من إجراء معالجة تحفّظية (غير جراحيّة) لعدّة أشهر، أو بزل المفصل وغسيله دون استجابة تذكر عند مريض يعاني من انزياح القرص المفصلي، فنحن نعتقد بأنّ الخطوة التالية هي إجراء الجراحة التنظيرية للمفصل الفكّي الصّدغي. ولا يُحبّذ تأجيل هذا أمر لفترة طويلة، وإلا فقد يتشوّه القرص المفصلي تشوّهاً شديداً يستحيل بعده ترميم المفصل واستعادة وظيفته كما ينبغي. وعلاوة على ذلك، قد يصبح الألم مزمناً بعد 6 أشهر فقط وتتولّد (الذاكرة الألميّة).
الجراحة بحد ذاتها هي كما يلي: يُستخدم في البداية مسبار كهربائي حراري حاد أو مسبار ليزري لتحرير القرص المفصلي من التصاقاته مع المحفظة المفصليّة الأماميّة. وتُفصل أي التصاقات أخرى قد تثبّت القرص إلى النتوء المفصلي والجوف المفصلي (الجوف العنابي) والتي عادّة ما تمتد عبر الحيّز المفصلي.
تحرير أمامي للقرص المفصلي باستخدام مسبار كهربائي حراري حاد وليزر هولميوم- ياغ |
ومن ثم يُخثّر سطح الارتباط الخلفي الزائد الامتداد للقرص المفصلي في مكانه باستخدام مسبار كهربائي حراري كليل. وقد ينتاقص حجم الأنسجة التي خضعت لهذا الإجراء الواقعة خلف القرص خلال الأسابيع التالية للعمليّة، ساحبةً القرص إلى مكان أنسب.
تخثير الرباط الخلفي للقرص المفصلي بمسبار كهربائي حراري كليل |
وتحسّن هذه الجراحة عامّة بشكل ملحوظ حركيّة المفصل وينبغي أن يتضاءل الألم بشكل كبير أيضاً. وتفوق نسبة نجاح هذه الجراحة الصغرى نسبة 90%، وفقاً للدراسات الدّولية الواسعة النّطاق. والميزة الرئيسية للجراحة التنظيرية مقارنةً بجراحة القرص المفصلي المفتوح يكمن في عدم تركها لندبات على جلد الوجه أو في الأنسجة الواقعة تحت الجلد. وكما تكون خطورة إيذاء العصب الوجهي أيضاً أقل بكثير من جراحة المفصل الفكّي الصّدغي باستخدام شق جراحي أكبر. ويستطيع المريض مغادرة المشفى في اليوم التالي للجراحة كما يمكنه استئناف عمله على الفور.